메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

2021 AUTUMN

التواصل بالصورة والنص

أقام أب وابنه معرضا فريدا من نوعه، وهو ليس ممتعا ومُسلّيا ومثيرا للضحك فحسب، وإنما هو مؤثر وثاقب البصيرة كذلك. الفنان جو جي-هوان معروف بدوره في الحركة الفنية الشعبية المناهضة للنظام الدكتاتوري العسكري في الثمانينيات من القرن الماضي. وقد ورث ابنه جو هو-مين فنان الويبتون المشهور موهبته الفنية ويسرد قصصه في أعماله التي يغلب عليها روح الفكاهة والدعابة مثل أبيه.

art_1.jpg

«صورة هو-مين» (يسار) للفنان جو جي-هوان، عام ٢٠٢٠، أكريليك على القماش والألعاب البلاستيكية، ٥٣.٢ × ٤٥.٥ سم.«صورة جو جي-هوان» للفنان جو هو-مين، رسم رقمي.
في متحف سيول للفنون، يقف الفنان جو جي-هوان وابنه كاتب القصص المصورة الرقمية جو هو-مين أمام اللوحتين اللتين رسمهما كل منهما للآخر. الفنان جو جي-هوان معروف بأعماله التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية في العصر الحديث بالصراحة والدعابة. وأما ابنه الفنان جو هو-مين فإنه مشهور بعمله المتسلسل «مع الآلهة» الذي يتناول الحدود بين الحياة والموت بناء على الأساطير الكورية التقليدية.
© باك هونغ-سون، مجلة ميسول الشهرية

هناك مَعارض لا نستطيع أن نفهمها بسهولة إلا أن بعض المعارض تقدم فرصة مختلفة عن ذلك وتُتيح لنا التمتع بالمعروضات بكل راحة ودون أي ضغط. معرض "هو-مين وجي-هوان" الذي أُقيم خلال الفترة ما بين ١٨ من مايو و١ من أغسطس في متحف سيول للفنون خير مثال على ذلك. قد يبدو المعرض بسيطا إلا أن ما يتضمنه ليس بسيطا. لا نشعر بضغط أو ثقل فيه رغم أنه يتناول القضايا الاجتماعية المختلفة، بسبب الصراحة والدعابة التي تستند إليها أعمال هذين الفنانين.

يصنع الفنان جو جي-هوان أعمالا فنية تلقي رسالة عن طريق الربط بين الصورة والنص. وفي أعماله، يتضمن النص مجازات شعرية ويوسع نطاق التخيل لمشاهديه. أما فنان الويبتون جو هو-مين، فإن النص لديه عبارة عن رسائل سردية في فقاعات كلام ويُمدّ القراء بخيال سينمائي ليحلقوا به عاليا في فضاء الفن. ويمكن أن نجد أوجه التشابه والاختلاف في أساليب استخدام الصورة والنص لهذين النوعين الفنيين في هذا المعرض المشترك الذي أقامه الأب وابنه.

art_2.jpg

«ماذا يفعلون على السلم» للفنان جو هو-مين، عام ٢٠٢١، الطباعة الرقمية على لافتة بلاستيكية، ٧٤٠ × ٢٢٠ سم.
هو محاكاة ساخرة للوحة أبيه «مطر ربيعي ينزل السلم». حاول الفنان جو هو-مين ترجمة روح المقاومة والدعابة لدى والده بطريقته الخاصة.

 

art_3.jpg

«مطر ربيعي ينزل السلم» للفنان جو جي-هوان،عام ٢٠١٠،
أكريليك على القماش، ١٩٣.٧ × ١٣٠ سم.

لوحة «مطر ربيعي ينزل السلم» هي محاكاة ساخرة للوحة «عَارٍ ينزل السلم» للفنان مارسيل دوشامب. كشف عنها الفنان جو جي-هوان في المعرض الأول الذي أقامته مجموعة “الواقع والكلام” الفنية عام ١٩٨٠ وتركت انطباعا قويا. كانت مجموعة “الواقع والكلام” الفنية تشجع الفنانين على المشاركة في القضايا الاجتماعية خلال عشر سنوات منذ تأسيسها.

الأب
التحق جو جي-هوان بقسم الرسم الغربي في جامعة هونغ-إيك عام ١٩٦٠ إلا أنه اُضطر للتخلي عن الدراسة بسبب ظروف عائلية. وجرّب عدة وظائف قبل أن يصبح فنانا وكان عمره ٤٠ عاما. قال "أصبحت فنانا بشكل طبيعي كأنه قدر مكتوب عليّ".

كانت لمجموعة "الواقع والكلام" الفنية التي تشكلت عام ١٩٨٠ وحُلّت عام ١٩٩٠ دور هام في الحركة الفنية الشعبية وشجعت الفنان على الاهتمام بالقضايا الاجتماعية. كان جو جي-هوان من مؤسسي هذه المجموعة وقدّم لوحة «مطر ربيعي ينزل السلم» وهي محاكاة ساخرة للوحة «عارٍ ينزل السلم» للفنان مارسيل دوشامب، في معرضه الأول وترك انطباعا قويا. صنع الفنان جو لوحات مشابهة لها في وقت لاحق. وجدير بالذكر أن عبارة "مطر ربيعي " الواردة في العنوان تعني البول الذي يطلقه الرجال الواقفون على السلم وترمز قطرات البول التي يزداد حجمها كلما انحدر السلم إلى القمع الذي يتحمله الناس في أسفل السلم الاجتماعي.

يستخدم الفنان جو مواد يمكن إيجادها في الحياة اليومية. فعلى سبيل المثال، ربط زجاجات المشروبات الفارغة برفوف التجفيف للإشارة إلى القضايا البيئية في عمله (٢٠٠٥م)، واستخدم منشفة مسروقة من حمام شعبي لتسليط الضوء على انحطاط الأخلاق في المجتمع الحديث في عمله «نشفة مسروقة» (٢٠١٢م). ويتميز الفنان باستخدام الأشياء العادية المتروكة لنقل رسالة اجتماعية بلمسة من الفكاهة والسخرية. وقال في مقابلة أُجريت معه مؤخرا؛ «أظن أن عالمي الفني الحر وروح الدعابة لديّ كليهما يشبه الفعل اللازم بدلا من الفعل المتعدي". وأضاف؛ "لديّ اعتقاد لا يتزحزح وهو أنه لا ينبغي أن أجعل الناس يتثاءبون خلال مشاهدتهم أعمالي. وعلّمني الوقت أن لكل فنان عالمه الخاص".

عندما كان في شبابه، كان يناضل ضد عدم المساواة الاجتماعية والنظام الدكتاتوري العسكري والفنون الكورية النمطية الأحادية اللون، إلا أنه قال اليوم، حيث يعيش في مجتمع ديمقراطي عاد إلى الحياة الهادئة، "أصبحتُ أعتقد أن لكل شخص أسبابه الخاصة". وأضاف، "هناك دائما طريقان في المجتمع، طريق الأمل وطريق اليأس، وهما متشابكان بعضهما ببعض. إنه قدر الإنسان أن يعيش الحياة التي تختلط فيها الأشياء الإيجابية والسلبية"، معترفا بأنه أدرك الحدود التي يواجهها الفنانون.وقال، "ينتهي دور الفنان عندما يعلق أعماله على الحائط في المعرض. والتقييم متروك للمشاهدين. إذا وجدوا شيئا لم أدركه من قبل، أكون قد تعلمت منهم شيئا جديدا".

art_8.jpg

«الماء ضد أطفاله غير الشرعيين» للفنان جو جي-هوان، عام ٢٠٠٥، رفوف التجفيف من الألومنيوم وزجاجات المشروبات المتنوعة، حجم قابل للتغيير.
ربط الفنان جو جي-هوان زجاجات المشروبات الفارغة برفوف التجفيف لإثارة اهتمام الناس بالقضايا البيئية. كما أن المشروبات الغازية التي تثير الشعور بالعطش عند شربها تشير إلى رغبات الناس المتناقضة الذين يعيشون في عصر الاستهلاك الكبير.

art_4.jpg

يشاهد زوار المعرض مشاهد من القصة المصورة الرقمية «مع الآلهة» للفنان جو هو-مين التي تشير إلى وجهة نظر الكوريين تجاه الحياة الآخرة. تم زخرفة الجدران بالرموز الأسطورية المتنوعة التي تظهر في هذه القصة.
© وكالة يونهاب للأنباء

art_6.jpg

«٨٦٠١ حجر من الألماس ضد الأرز من الأحجار» للفنان جو جي-هوان، عام ٢٠١٠، إطار زجاجي وطنجرة وأحجار وصور فوتوغرافية، ٧٠.٨ × ٥٣.٧ سم.
تشير هذه اللوحة إلى التباين الواضح بين قصة إحدى الأمهات في حي فقير في البرازيل التي تحاول أن تجعل طفلها الجوعان ينام، وعمل الفنان داميان هيرست «من أجل حب الله»، وهي جمجمة مطلية بالذهب الأبيض ومغطاة بالألماس، للتأكيد على الفرق بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الرأسمالي.

art_5.jpg

«منشفة مسروقة» للفنان جو جي-هوان، عام ٢٠١٢، أكريليك على القماش والمنشفة، ٦٦ × ٥٣ سم.
تطرح هذه اللوحة سؤالا عن الإحساس بالقيم الأخلاقية للأشخاص الذين يسرقون مناشف من الحمامات الشعبية. يستخدم الفنان جو جي-هوان مواد عادية يمكن استكشافها في حياتنا اليومية للتعبير عن آرائه بصراحة ودعابة.

art_7.jpg

«دموع الفرح» للفنان جو جي-هوان، عام ٢٠٠٨، أكريليك على قماش وحبر، ٩٦.٣ × ٩٦.٥ سم.
تسلط هذه اللوحة الضوء على ظاهرة الاستقطاب الاجتماعي عن طريق المحاكاة الساخرة للوحة «دموع الفرح» للفنان روي ليختنشتاين الذي كان متورطا في قضية الفساد لأحد الشركات العملاقة الكورية.

الأب والابن، الفنون الجميلة والويبتون، الأشياء التناظرية والرقمية، الصورة والنص، كلها تجتمع جنبا إلى جنب في معرض "هو-مين وجي-هوان"، وهو مهرجان مبهج لكل من يستمتع بالقصص والروايات.

الابن
هذه هي نقطة الالتقاء بينه وبين ابنه الفنان جو هو-مين الذي يعمل في مجال فني يقوم القراء بدور هام فيه. نشأ جو هو-مين متأثرا بأعمال أبيه. وربما لهذا السبب، بدأ يرسم القصص المصورة منذ كان في المدرسة الإعدادية. قال جو هو-مين إنه شعر بسعادة بالغة عندما يضحك أصدقاؤه بعد قراءة قصصه المصورة. هكذا، أصبح "جو" مدمنا على سرعة البديهة وردود الفعل الفورية مع الأشخاص الذين يشاهدون أعماله. وفي عام ٢٠٠٠ بدأ تحميل قصصه المصورة على أحد المواقع الإلكترونية رغبة منه في إضحاك الناس أكثر ونتيجة لذلك، أصبح فنانا محترفا للقصص المصورة الرقمية المعروفة باسم "ويبتون".

حقق الابن "جو" نجاحا ملموسا بعمله الرسمي الأول «جام» (٢٠٠٥م) الذي رسم فيه حياة الجنود الكوريين الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، ثم أصبح أحد أشهر فناني الويبتون في كوريا بعمله المتسلسل «مع الآلهة» (٢٠١٠-٢٠١٢م)، وهو قصة فانتازيا مصورة عن الموت وسبع محن في الجحيم. ويُشار إلى أن فيلم «مع الآلهة: العالمان» (٢٠١٧م) المبني على هذا الويبتون استقطب أكثر من ١٤ مليون مشاهد ليحتل المركز الثالث ضمن الأفلام الكورية من حيث عدد المشاهدين. كما أن الجزء الثاني من السلسلة «مع الآلهة: آخر ٤٩ يوما» (٢٠١٨م) حقق أكثر من ١٢ مليون مشاهدة.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل الابن "جو" صانع محتوى على اليوتيوب وله حوالي ٢٣٠ ألف متابع. اعترف هذا الفنان المشهور بأنه شعر بالرغبة في الهروب أثناء تحضير هذا المعرض. وقال "بشكل عام، القصص المصورة ليست معروضة في صالات العرض. لذلك، شعرت باستغراب من عرضها على حائط المتحف. وكان لديّ قلق من ردود فعل المشاهدين عليها". إلا أن نجاح المعرض يثبت أن هذه المخاوف لا داعي للقلق منها.

كان الطابق الثاني من المتحف مزينا تزيينا كاملا بلوحات الفنان جو جي-هوان وأعماله التنصيبية، وأما الطابق الثالث المخصص للفنان جو هو-مين فإنه كان يبدو فارغا لأنه كان مزينا بالمطبوعات الرقمية للمشاهد المهمة من قصصه المصورة وكراسات الرسم التي استخدمها في رسم أفكاره. إلا أن القصص التي ابتدعها جذبت كثيرا من الزوار وقدّم الفراغ في الطابق الثالث راحة للتأمل وأعطى الزوار مجالا للتخيل وجعلهم يقرأون ما بين الفراغات. كما أن الكتب المتنوعة التي استند الفنان إليها لرسم قصصه المصورة تشير إلى لحظة التحول السحرية حيث تتحول الأشياء العادية إلى مصادر خيال وإلهام.

المعرض المشترك
يكتسب هذا المعرض دلالة خاصة لأنه معرض مشترك أقامه أب وابنه يعملان في مجالين مختلفين تماما. في مدخل صالة العرض، استقبلت الزوار لوحتان؛ «صورة هو-مين» (٢٠٢٠م) للفنان جو جي-هوان، وهي كولاج من الآيس كريم والنظارات الشمسية، و«صورة جو جي-هوان» (٢٠٢١م) للفنان جو هو-مين، وهي لوحة رقمية تتخذ أسلوب الويبتون. أبدى هذان الفنانان سرورهما بهاتين اللوحتين. وقال الأب؛ "شعرت مع هذه اللوحة بأنني أتقدم في السن جيدا". وقال الابن ببساطة؛ "لوحة أبي مضحكة للغاية".

وابتكر الابن "جو" عملا تنصيبيا ضخما «ماذا يفعلون على السلم» (٢٠٢١م)، وهو محاكاة ساخرة للوحة أبيه «مطر ربيعي ينزل السلم». وتركز لوحة الأب على النزول من أعلى إلى أسفل والحركة من اليسار إلى اليمين، بينما يركز عمل الابن على الصعود الذي يتحقق من خلال التعاون. بعبارة أخرى، فإن الابن حاول ترجمة روح المقاومة والدعابة لدى والده بطريقته الخاصة.

قال جو هو-مين إنه كان يرى أعمال أبيه شيئا طبيعيا سهلا، إلا أنه أدرك أنها شيء صعب للغاية بعد أن أصبح فنانا. وأضاف، "أشعر باحترام كبير لأبي لأنه لا يزال يعمل بجدية رغم عمره الذي وصل ٨٠ عاما. إلا أني أشعر بأني أواجه صعوبة في هذه الأيام... لا أعرف كيف يستطيع أبي أن يستمر بعمله طوال هذه السنوات".

واختتم المعرض بعرض الفيديو صنعه الفنان جو هو-مين بالتعاون مع أبيه. وفي هذا الفيديو، يجري الابن مع أبيه لعبة "اختيار بطلك المفضل" ويعرض عملين فنيين من أعمال أبيه ويجعل أباه يختار عمله المفضل بشكل متكرر. وخلال هذه اللعبة، يسرد الأب قصصا عن العمل الفني الذي يختاره فضلا عن آماله وذكرياته المتعلقة بابنه.

عندما طرحتُ سؤالا عابثا على الفنان جو جي-هوان عما إذا كان يشعر بالاستياء لأن اسم ابنه يأتي قبل اسمه في عنوان المعرض، قال إن ذلك الأمر أعجبه كثيرا وأضاف، "لا يهمني التمييز بين الأنواع الفنية. ولا يهمني إذا كان اسمي يأتي أولا أم لا. طريقة التفكير تلك قديمة ومتخلفة".

الأب والابن، الفنون الجميلة والويبتون، الأشياء التناظرية والرقمية، الصورة والنص، كلها تجتمع جنبا إلى جنب في معرض "هو-مين وجي-هوان"، وهو مهرجان مبهج لكل من يستمتع بالقصص والروايات.kf 로고

يون سو-يون صحفية، جريدة كوريا جونغ-آنغ اليومية
آن هونغ-بوم مصور فوتوغرافي

전체메뉴

전체메뉴 닫기