메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

2023 WINTER

بلدة موجو، راحة في أرض العجائب الشتائية

هل سمعت العبارة الكورية "بالي بالي" بمعنى "بسرعة بسرعة"؟ تمثّل هذه العبارة رمزا للشعب الكوري منذ فترة طويلة حيث تبنى الشعب الكوري ثقافة "بالي بالي" منذ الحرب الكورية لتحقيق النمو السريع في الأرض التي دمرتها الحرب. لكن، إذا اتجهتَ نحو بلدة "موجو" الموجودة في جنوبي شبه الجزيرة الكورية في فصل الشتاء، وجدت الجانب الآخر من الشعب الكوري، والذي يختفي وراء ثقافة "بالي بالي"

1_3820142201400027k_A Picture of Seolcheonbong Peak(한국관광공사).png

© منظمة السياحة الكورية

2_LJH_3256.png

يُعد جبل دوكيو من أجمل جبال كوريا الجنوبية. في فصل الشتاء، تكون الأشجار فيه مغطّاة بالزهور الثلجية التي تنتج بسبب الدورة المتكررة من تجمد الثلوج المتساقطة على الأغصان وذوبانها.
© لي جي-هيونغ



هناك جبل "دوكيو" في بلدة موجو. يدل اسم الجبل "دوكيو" على "وفرة الخير" باللغة الكورية. يمتد الجبل الذي يبلغ ارتفاع أطول قممه ١٦١٤ مترا، لأكثر من ٣٠ كيلومترا حيث يتكون من عدة قمم يبلغ ارتفاعها أكثر من ١٣٠٠ متر، فضلا عن حوالي ٢٠ شلالا من مختلف الأحجام وعشرات البحيرات الجميلة.

لا سيما، ينال وادي "غوتشون دونغ" الذي يدل اسمه على "وادٍ متعرج للغاية ذو ٩٠٠٠ منحنى" شهرة كبيرة ويجذب كثيرا من السياح على مدار السنة. وتُسمى أجزاؤه الأكثر شهرة باسم "٣٣ مشهدا خلابا في وادي غوتشون دونغ".


جمال الجبل في الشتاء

3_1115005201712007k_Deogyusan National Park(한국관광공사).png

جبل دوكيو مشهور بوجود منتجع التزلج. يمكن الوصول إلى قمة هيانغ جوك التي تُعد أعلى قمم جبل دوكيو خلال حوالي ٢٠ دقيقة بركوب التلفريك. يجب عليك حجز تذكرة التلفريك مسبقا لأن كثيرا من المتزلجين والسياح يستخدمونه في فصل الشتاء.
© منظمة السياحة الكورية

 

يجب عليك تسلق الجبل سيرا على الأقدام للاستمتاع بجماله الحقيقي. في الشتاء، يذوب الثلج المتساقط على أغصان الأشجار قليلا في ضوء شمس النهار إلا أنه يتجمد مرة أخرى عندما تنخفض درجة الحرارة في الليل. تجعل هذه الدورة المتكررة من التجمد والذوبان أغصان الأشجار تبدو كأنها مغطاة بالزهور الثلجية. لا سيما أنّ الزهور الثلجية التي تغطي أغصان الأشجار في جبل "دوكيو"، تُعد أكثر جمالا وشفافية بسبب ارتفاعه وظروف الرطوبة والرياح المثالية. عندما تتسلق الجبل دافعا أغصان الأشجار المغطاة بهذه الزهور الثلجية، تستطيع أن تسمع الصوت الجميل الذي يصدح من اصطدام الأغصان بعضها ببعض.

يُعد جبل دوكيو رابع أعلى جبل في كوريا الجنوبية، إلا أنه ليس من الصعب الوصول إلى قمته. وإذا وجدت صعوبة في التسلق سيرا على الأقدام، استطعت ركوب التلفريك الذي يوصلك إلى إحدى قمم الجبل التي يبلغ ارتفاعها ١٥٢٠ مترا خلال ٢٠ دقيقة فقط. بعد نزولك من التلفريك، يمكنك الوصول إلى قمة "هيانغ جوك" بالسير على مسافة ٦٠٠ متر حيث تستطيع الاستمتاع بمشهد أغصان الأشجار المغطاة بالزهور الثلجية. كذلك، يمكنك استئجار معدات التسلق الأساسية من نقطة الاستراحة الموجودة عند محطة التلفريك.

يشتهر جبل دوكيو بوجود منتجع للتزلج، وهو الوحيد من نوعه الذي يقع داخل المحمية الطبيعية. ويتميز منتجع التزلج هذا بأكبر منحدر للتزلج وبأطول هبوط عمودي في كوريا الجنوبية. سواء أكنتَ تفضّل التسلق أو التزلج، فإنك إذا زرت الجبل في الشتاء، ستدرك بشكل طبيعي لماذا يُعد جبل دوكيو أجمل جبل كوري في فصل الشتاء.

هناك أيضاً كثير من الفعاليات التي تشير إلى جمال الطبيعة في جبل دوكيو وبلدة موجو. على سبيل المثال، تقيم بلدة موجو مهرجان اليراعات في أوائل فصل الخريف كل سنة منذ عام ١٩٩٧ باستثناء عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١ بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد. تعيش كثير من اليراعات في منطقة نهر نامدي الذي يقع شمال جبل دوكيو. وفي عام ١٩٨٢، حددت الحكومة الكورية اليراعات وموطنها في بلدة موجو كرقم ٣٢٢ من قائمة التراث الطبيعي الكوري.

 

الحفاظ على الطبيعة

4_m189 반딧불이의 향연(무주사진공모전).png

يجذب مهرجان اليراعات الذي تقيمه بلدة موجو كل سنة كثيرا من السياح. وفي هذا المهرجان، يمكن للزوار مراقبة اليراعات الجميلة مع التمتع بجمال الطبيعة النقية. يعكس هذا المهرجان التعايش السلمي بين البشر والطبيعة.
© منظمة السياحة الكورية

بدأ الشعب الكوري بإيلاء حماية البيئة اهتمامه الجدي منذ الستينيات من القرن الماضي. وبالتزامن مع ذلك، في عام ١٩٦٣، اقترحت حركة إعادة الإعمار الوطنية تعيين جبل جيري الواقع جنوب جبل دوكيو محمية طبيعية. وفي العام التالي، بدأ سكان بلدة غوري القريبة من جبل جيري حملة الترويج لجعل جبل جيري محمية طبيعية. وأثمرت جهودهم في عام ١٩٦٧، عندما عيّنت الحكومة الكورية جبل جيري أول محمية طبيعية في كوريا الجنوبية. وفي عام ١٩٧٥، حدّدت الحكومة جبل دوكيو محمية طبيعية أيضا، مما جعله عاشر محمية كورية.

يمكنك مشاهدة أشجار التنوب الكوري في نقطة ارتفاع ١٣٠٠ متر من جبل دوكيو. ومظهرها مألوف لدى معظم الكوريين لأنها تُستخدم لتزيين منازلهم في عيد الميلاد. تُعد أشجار التنوب الأوروبية أكثر الخيارات شيوعا لتزيين الأماكن الخارجية في عيد الميلاد، لكن الناس يفضّلون أشجار التنوب الكوري لتزيين الأماكن الداخلية بسبب صغر حجمه ووجود مساحات كافية لتعليق زخارف عيد الميلاد بين فروعه.

للأسف الشديد، تواجه أشجار التنوب الكوري هذه الأيام أزمة انقراض. وفي عام ٢٠١٣، أدرجها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض. لحماية هذه الأشجار الجميلة، أطلقت شركة يوهان كيمبرلي المحدودة، وهي شركة مشتركة بين شركة يوهان للأدوية في كوريا الجنوبية وشركة كيمبرلي كلارك للأوراق في الولايات المتحدة الأمريكية، مشروعا للحفاظ على أشجار التنوب الكوري بالتعاون مع مشتل بيكدوديغان الوطني منذ عام ٢٠٢١، حيث تم زراعة ما يقرب من ٦٨٠٠ شتلة في الدفيئة الخاصة بالمشتل وتم جمع حوالي ١٢٠ ألف بذرة تنوب كوري عام ٢٠٢٢ بهدف زراعتها في أرض مناسبة لها مثل جبل دوكيو. بعبارة أخرى، فإن هذا المشروع يمثّل نوعا ما "سفينة نوح" لحماية التنوب الكوري.

5_DJI_0166 - 2023.06.03.무주산골영화제드론.png

أُقيم مهرجان موجو السينمائي في ملعب شجر الوستارية. تتدلى أشجار الوستارية التي يبلغ عددها نحو ٥٠٠ شجرة من أعلى الملعب وتوفر ظلا يحمي الجمهور من أشعة الشمس.
© بلدة موجو



مكان للحفظ

هناك مكان آخر يلعب دور "سفينة نوح" منذ وقت بعيد في بلدة موجو. وهو المستودع التاريخي الملكي الواقع في محمية جبل دوكيو الطبيعية. ي يس

كانت مملكة جوسون التي حكمت شبه الجزيرة الكورية من أواخر القرن الرابع عشر إلى أوائل القرن العشرين، تولي اهتماما كبيرا بترك السجلات التاريخية والحفاظ عليها. ومن خلال ذلك، كانت المملكة تهدف إلى منع طغيان الملك الذي كان يتمتع بالسلطة المطلقة، بالإضافة إلى نقل المعرفة والخبرة إلى الأجيال القادمة. وتُعد "سجلات مملكة جوسون" التي سجّل فيها المؤرخون من الديوان الملكي تاريخ المملكة كل يوم لمدة ٤٧٢ عاما منذ تأسيس المملكة، من أطول السجلات التاريخية للممالك في العالم. كذلك، هي الوحيدة التي بقيت نسختها الأصلية بشكل كامل حتى اليوم. حددتها الحكومة الكورية ضمن قائمة التراث الوطني عام ١٩٧٣ وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمة ذاكرة العالم عام ١٩٩٧.

كيف أمكن الحفاظ على هذه السجلات الثمينة في حالتها الأصلية على مدى قرون حيث حدثت الحروب والحرائق والكوارث الطبيعية التي لا تُحصى؟ يمكن الإجابة على هذا السؤال أنه "بسبب جهود مملكة جوسون لإنشاء المستودعات الاحتياطية". حفظت المملكة مجموعة واحدة من سجلاتها التاريخية الرسمية في العاصمة وأربع أو خمس مجموعات أخرى في أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تم تجفيف الكتب تحت أشعة الشمس وبالريح كل ثلاث سنوات لمنع نمو العفن والعث بسبب الرطوبة.

واجهت سجلات مملكة جوسون خطرا كبيرا في أواخر القرن السادس عشر حيث حاربت المملكة ضد غزو اليابان بالتعاون مع مملكة مينغ الصينية. أدت هذه الحرب إلى حرق جميع المجموعات من السجلات باستثناء مجموعة واحدة في مستودع جونجو الواقع على بعد حوالي ٥٠ كيلومترا جنوب غرب بلدة موجو. ماذا فعلت المملكة بعد انتهاء الحرب؟ سعت المملكة إلى ترميم سجلاتها وحفظت خمس مجموعات جديدة منها في مستودعات في شتى أنحاء المملكة، ومنها مستودع جبل جوكسانغ الذي يُعد موقعه مثاليا لمواجهة الغزوات بفضل قربه من منحدر حاد. وبجواره، أعادت المملكة بناء القلعة التي بُنيت قبل ١٥٠٠ عام لتحصين المناطق المجاورة للمستودع.

في أوائل القرن العشرين، نقلت المملكة السجلات الموجودة في مستودع جبل جوكسانغ إلى عاصمتها سيول، لكنها اختفت خلال الحرب الكورية التي استمرت ما بين عامي ١٩٥٠ و١٩٥٣. رغم هذه الخسارة، بقي ٨٨٨ مجلدا من السجلات التي تتكون من ١٨٩٣ مجلدا حتى اليوم بفضل الجهود المستمرة للحفاظ عليها.

6_태권도원 DSC_9919-1.png

يقدّم مركز التايكوندو برامج متنوعة، منها المسابقات ودورات التدريب والتعليم والبحوث. كذلك، يوفر المركز فرصة للإقامة فيه وتجربة الفن القتالي الكوري التقليدي.
© بلدة موجو



الانسجام مع الطبيعة

ليست بلدة موجو وجهة للسفر فحسب، بل هي مكان يوفر فرصة لفهم جهود المجتمع الكوري في تحقيق التعايش مع الطبيعة أيضا. يُعد ملعب شجر الوستارية الواقع في جنوبي بلدة موجو خير مثال على ذلك، حيث تتدلى أشجار الوستارية التي يبلغ عددها نحو ٥٠٠ شجرة من أعلى الملعب المصنوع إطاره من الفولاذ وتوفر ظلا يحمي الجمهور من قسوة أشعة الشمس في فصل الصيف والثلوج المتساقطة في فصل الشتاء.

تركز الهندسة المعمارية الحديثة بشكل كبير على الهياكل المعمارية العملية والوظيفية إلا أنها تتجاهل التعايش بين البشر والطبيعة. تميل الهندسة المعمارية الحديثة إلى إظهار تفوق البشر على الطبيعة وتُعد تعبيرا عن إرادة البشر للسيطرة على الطبيعة. تتجاهل الهندسة المعمارية الحديثة الطبيعة إلا "الطبيعة الاصطناعية" التي تخلقها لتزيين الهياكل المعمارية. مع ذلك، كانت للمهندس المعماري "جونغ غي-يونغ" (١٩٤٥-٢٠١١م) الذي صمم ملعب الوستارية فكرة مختلفة تماما. لم يُرِد المهندس "جونغ" تحويل الطبيعة إلى شيء اصطناعي كعنصر معماري، بل رغب في أن تلعب الطبيعة دورا رئيسا في تصميمه المعماري.

الطبيعة متغيرة. تتفتح الأزهار في فصل الربيع وتزدهر الأشجار في فصل الصيف وتتساقط أوراقها في فصل الخريف ثم تصبح الأشجار عارية في فصل الشتاء. كان المهندس المعماري "جونغ" يسلط الضوء على طبيعة أشجار الوستارية التي تكون أغصانها جميلة حتى عندما تكون عارية، واستخدمها لإنشاء الملعب الذي يحقق انسجاما جميلا مع الطبيعة. إذا صعدتَ إلى الجزء الأعلى من الملعب، فيمكنك أن تكشف عن جماله.

تعطي الرحلة إلى بلدة موجو فرصة لاكتشاف أن المجتمع الكوري لا يركز على العيش بسرعة فائقة فحسب، بل إنه يسعى إلى إيجاد طريقة للتعايش والتفاعل مع الطبيعة. لقد وصل فصل الشتاء إلى بلدة موجو، فعليك أن تصل إليها أيضا للاستمتاع بجمالها الغني.

온더로드 지도.jpg
غون غي-بونغ كاتب

전체메뉴

전체메뉴 닫기