메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

2023 AUTUMN

إعادة اكتشاف المجلة

تواجه رئيسة تحرير المجلة “كيم تاي-غيونغ” دائما المواعيد النهائية القريبة، وهي لا تتوقف أبدا عن التفكير في كيفية تحسين أداء العمل، ولكنها تسعى إلى تحقيق التوازن الصحي بين العمل والحياة، ولا تسمح للعمل أن يرهقها.

1★Koreana_An Ordinary Day_0038.png

“كيم تاي-غيونغ” مؤلفة ورئيسة تحرير مجلة “أوربان لايك” تركز على نمط الحياة في المدينة والأزياء.

تستيقيظ “كيم تاي-غيونغ” بانتظام قبل الفجر. وفي أول ٣٠ دقيقة، تقوم بتحية كلبها “باني” وتنظف أسنانه بالفرشاة وتتناول خل التفاح الفاتر والبروبيوتيك وتمارس تمارين التمدد والتأمل حينا من الوقت. ثم تبدأ ما تعتبره أهم جزء من روتين ما قبل الفجر، وهو التفكير في أحداث اليوم السابق، وتحديد أهداف جديدة، وجمع أفكارها وترتيبها في دفتر يومياتها.


2Koreana_An Ordinary Day_0004.jpg

يغطي كل عدد من “أوربان لايك” موضوعا معينا. وتصدر المجلة مرتين فقط في السنة، ولها طابع أرشيفي قوي أكثر من المجلات الشهرية البسيطة الأخرى.



لقد تبلور هذا الروتين منذ حوالي خمس سنوات، وفي ذلك الوقت، كانت تسهر لوقت متأخر من الليل؛ تنام في وقت متأخر وتستيقظ في وقت متأخر كذلك، مما أدى إلى تدهور صحتها. ولذلك قررت أن تستيقظ من النوم مبكرا. وتقول “كيم” “نوعية حياتي تغيرت، وشعرت أن كل شيء حولي أصبح أكثر ثراء”.

وبعد الإفطار بشرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني وبيضتين مسلوقتين وحبة طماطم واحدة، أو حليب جوز الهند أو حليب الصويا، تكون “كيم” مستعدة لبدء مهامها كرئيسة تحرير لمجلة “أوربان لايك”، التي أسستها عام ٢٠١٣.

 

كسر القوالب

3★Koreana_An Ordinary Day_0019.jpg

يختلف عدد الصفحات والحجم ونوع الورق وتصميم الغلاف بحسب موضوع. ونتيجة لذلك، لا بد أنتكون عملية التحضير للنشر مختلفة في كل مرة.

 

تختلف المجلات التي تنشرها “كيم” عن المجلات التي اعتدنا عليها، فمن الناحية الفنية، تعتبر “أوربان لايك” نوعا من المجلات، ولكنها تشبه الكتاب العادي ظاهريا، وتصدر مرتين فقط في السنة. حجم كل إصدار، وحتى نوع الورق المستخدم في الطباعة، يتغير وفقا للموضوع. وبالتالي، حتى الأعداد السابقة من المجلة تحقق مبيعات ثابتة، مثل الكتب الشعبية.

وتصف “كيم” نفسها بأنها ليست صارمة في القيام بالعمل وتوجيه الموظفين، فهي تذهب إلى مكتبها في سيول أربعة أيام فقط في الأسبوع وتعمل ست أو سبع ساعات في أيام العمل. إنها تعتقد ببساطة أن قدرة المرء على التركيز بشكل كامل تتضاءل بعد ذلك. وبحلول الساعة ٤ مساء تقريبا، تغادر مكتبها.

وتقول إنها لا تدفع نفسها للعمل فوق طاقتها ولا تبذل كل ما في وسعها. وتضيف “قسمت أسبوعي، فأنا أعمل لمدة أربعة أيام للحصول على نتائج مثمرة في عملي، بينما أسعى إلى الحصول على الإلهام في الأيام الثلاثة المتبقية”.

يبدأ يوم عملها في المكتب باختيار قائمة تشغيل موسيقى تناسب مزاجها. ثم تنظم جدول أعمالها وتتابع البريد الإلكتروني والأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لتتعرف على اتجاهات الموضة. والمهمة الأكثر استهلاكا للوقت هي إعطاء توجيهات بشأن محتوى كل قضية. ونظرا لأن الكُتاب ليسوا في المكتب، فتتصل بهم عن بُعد أو عبر البريد الإلكتروني.

 

أسئلة التغيير الجذري

كانت “كيم” في عامها الأول في الكلية عندما اتخذت خطوتها الأولى في عالم المجلات، حيث ساعدت المراسلين المخضرمين في إعداد تقارير عن الموضة وأزياء الشوارع. وفي عام ١٩٩٨، في سنتها الأخيرة في الكلية، تسببت الأزمة المالية في آسيا في تسريح عدد كبير من العمال وبددت آمال خريجي الجامعات الجدد. ومع ذلك، تغلبت “كيم” على الصعاب، فقد جاءها عرض عمل من إحدى المجلات، وقبلته فورا، متخلية عن حلمها الأصلي في أن تصبح منتجة تلفزية. وتقول “بالطبع، لم يخطر ببالي في ذلك الوقت أنني سأبقى في عالم المجلات إلى الآن”.

وعملت في نشر العديد من المجلات حتى عام ٢٠٠٩، حتى وصلت إلى شركة “أوربان بوكس”، وهي مجموعة نشر تركز على نمط الحياة الحضرية. وبعد ذلك بأربع سنوات، أطلقت مجلة “أوربان لايك”، ودخلت سوق المجلات الشهرية. وكانت “أوربان لايك” تركز على الموضة الحضرية وأسلوب الحياة. ولكن بحلول عام ٢٠١٦، واجهت “كيم” صعوبات في التعامل مع المواعيد النهائية الشهرية، وقررت اعتماد تنسيق كانت قد تصورته في سنتها الأولى في الجامعة، ذلك هو “نشر المجلة مرتين فقط في السنة والتركيز على موضوع معين واحد في كل عدد”. وتقول “عندما سألت نفسي عما يمكنني أن أفعله في الواقع”، كانت الإجابة الوحيدة هي “قابلية التحصيل” للمضي قدما. وكانت الانتقائية والتركيز هما الحل”.

وأدت محاولتها للتغيير إلى تخفيف الضغط النفسي الناجم عن الوفاء بالمواعيد النهائية. وكان هذا الخيار مناسبا في الوقت الذي انخفض فيه مبيعات المجلات ولجأ المعلنون إلى مواقع الويب بدلا من المنشورات التقليدية، لقد حظيت هذه المحاولة المبتكرة على تقدير وتفهم بعض القراء. إن الموضوعات السابقة التي تشتمل عليها مجلة “أوربان لايك”، “الفنادق” و”العمل من المنزل” و”دور النشر” و”القرطاسية” و”تناول الطعام” و”السلطانيات” وغيرها.

 

هيكل فضفاض

بإعادة تقييم روتينها اليومي باستمرار، بدأت “كيم” في إعادة تنظيم العمل حتى قبل أن تؤدي جائحة كوفيد-١٩ إلى قلب الحياة المكتبية. وتقول “شعرت كما لو أنني كنت أراقب جميع المراسلين في مكاتبهم، إن الدخول إلى المكتب كل يوم لا يبدو فعالا. ولم يتماش أي من هذه الأشياء مع الأسباب التي دفعتني إلى إنشاء الشركة في المقام الأول، ولذلك أغلقت المكتب”.

وتضيف “الآن، بدلا من تعيين موظفين بدوام كامل لا يمكن ضمان أن يكونوا دائماً مناسبين لموضوع معين، فإنني أفضل توظيف خبراء مستقلين على أساس كل حالة على حدة”، و”طريقة العمل هذه تساعدني على استخدام طاقتي بكفاءة للتركيز على عملي”.

وفي العام الماضي، وظفت “كيم” مساعدَيْن، مما وفر المزيد من الوقت لها للتركيز على التخطيط والتصميم. وتقول “أنا لست كاتبة أو محاورة ممتازة بشكل خاص، وليس لدي بالضرورة الكثير من المعرفة أيضا. أنا في الوسط تماما من كل النواحي. وتُضيف “لفترة من الوقت، كنت قلقة من أنني بحاجة حقا لأن أكون خبيرة في كل شيء. ولكن بعد ذلك أدركت أنني بحاجة فقط للعثور على أشخاص يجيدون ما يفعلونه ومنحهم الفرصة لفعله، تماما مثلما أني لا أحتاج إلى صنع الأواني بنفسي لنشر كتاب عن الأطباق”.

ويتغير محررو المشروع مع كل قضية، ولكن مصورا واثنين من المصممين هم أعضاء دائمون في الفريق. لقد ظلوا مع “كيم” لمدة عقد كامل حتى الآن وشاركوها رؤيتها منذ البداية. وأصبحت هوية “أوربان لايك” أكثر وضوحا من أي وقت مضى.

و”اعتقدت أن التخطيط لكل موضوع يجب القيام به مع مجموعة من الزملاء معا. وبعد ذلك، أقوم بتحديد هوية العلامة التجارية، لأنه في النهاية، يسير في الاتجاه الذي أريده أن يسير فيه. ولذلك ما إن أختار الموضوع حتى أتلقى مقترحات مفصلة حوله وأقوم بتوزيع الأدوار المختلفة على طاقم العمل”.

 

روتين مرن

بالإضافة إلى التعامل مع موظفيها، تخصص “كيم” أجزاء كبيرة من الوقت للتفكير في الموضوعات المحتملة للقضايا المستقبلية. وتقول “الطريقة الأكثر فعالية للتفكير في التحديات المستقبلية هي السفر إلى مدينة أخرى، لأنه عندما تكون على بعد خطوة واحدة من حياتك اليومية، يمكنك رؤية المحتوى الذي تريد إنشاءه بموضوعية. وبالطبع، هذه التجارب تؤثر عليّ إلى حد ما، لكنني أعتقد أن أهم شيء هو رؤيتي الخاصة”.

في كل صيف وفي كل شتاء، تعمل “كيم” في مدن مختلفة. وتقول “بغض النظر عن مكان وجودي، أنا فقط بحاجة إلى جهاز الحاسوب المحمول الخاص بي وأنا مستعدة تماما. وأحاول الحفاظ على حالة يمكنني فيها التوقف عن العمل في أي وقت”.

ويمكن أيضا تفسير كلماتها بهذه الطريقة، “لن أستقر أبدا وأنا مستعدة دائما للتغيير”. وهناك بعض الأوقات التي تتوقف فيها وتسأل نفسها، “لماذا ما زلت أفعل هذا، وكيف يمكنني المضي قدما؟”

وتقول “كيم” “عندما كنت أعمل في مجلات أخرى، كان الضغط كثيرا في بعض الأحيان. وأعتقد أن هذا هو السبب، منذ أن بدأت العمل في مشاريعي الخاصة، وأنا أحاول أن أعتني بنفسي بشكل أفضل حتى لا أشعر بالإرهاق”.

وتضيف “أعتقد أن القلق هو جانب أساسي من جوانب المجتمع الحديث. وهذه المشاعر طبيعية، لكنني أحاول التفكير بشكل إيجابي وعدم تركها تغمرني. ولا أندم على شيء في الماضي أو أحاول التنبؤ بالمستقبل. إذا واصلت التركيز على الحاضر وبذلت قصارى جهدي في هذه اللحظة، أعتقد أنني سأحقق أهدافي في النهاية”.


 

أهداف جديدة

تريد “كيم” أن تأخذ “أوربان لايك” إلى الأسواق الخارجية. لقد كان الباعث على ذلك وجودها في معارض الكتاب الدولية. إنها تفكر كثيرا أيضا في صناعة الكتب نفسها.

وتقول إن صنع كتاب أكثر صعوبة وتعقيدا من صنع فنجان، ولكن نسبة التكلفة إلى الأداء أعلى بكثير للفنجان. وأحتاج إلى إيجاد طريقة فعالة حقا للقيام بهذا العمل. وأريد أن ينجح عملي أيضا. لا أعتقد أن ذروة صناعة المجلات ستعود، ولكني أبحث عن شيء آخر. وهذا النوع من الأشياء دائما ما يدور في ذهني، كثيرا ما أجد نفسي أقول “لقد مللت الآن من هذا أيضا” أو “هذا يبدو مشابها للأشياء الأخرى”، أو “ أريد أن أكون قادرة على التغيير دون تردد”.

والهدف التالي لـ”كيم” هو إنشاء مكتبة مشابهة لتلك التي زارتها في هلسنكي عاصمة فنلندا. “كان هناك أطفال على ألواح التزلج وبعض الأشخاص يتمددون على العشب ويقرأون، وكان المكان بأكمله يبدو كأنه مكان ممتع حسي، مثل الملعب. وأريد إنشاء مساحة من هذا القبيل. أنا أشتري الكثير من الكتب عندما أسافر، ولكن ما الهدف من الاحتفاظ بها لنفسي؟ أريد أن أنشئ مكتبة مثل تلك بالقرب من سيول، وأعيش جَدّة ثقافية، مثل كبار السن المتطوعين الذين رأيتهم في تلك المكتبة في هلسنكي”.

كان تصميم “أوربان لايك” يدور حول سؤال، “كيف يمكننا أن نأكل جيدا ونعيش جيدا في المدينة؟”

“ما أهدف إليه هو شيء في المنتصف. وأعتقد أن هناك عدم اهتمام بالمجموعات المتوسطة، التي تقع بين الأعلى والأسفل. لا يوجد محتوى عن الأشياء الأساسية في الحياة، ولا توجد رسالة تمثلها. والناس في الوسط ليس لديهم صوت، وليس لديهم خيار. وهذا ما أبحث عنه”.

يمكن أن يكون في الوسط طريقة جيدة للعيش في المدينة. وكل يوم عند الفجر، وهي في عزلة وعلى طريقتها الخاصة، تقترب “كيم” من الوصول إلى هذا الهدف.


 

هوانغ غيونغ-شين كاتبة
هان جونغ-هيون مصور

전체메뉴

전체메뉴 닫기