메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

2022 SPRING

الراحة مع العناية الصادقة

ليس هناك فرق كبير بين سلسلة المتاجر الصغيرة في الريف وتلك الموجودة في المدينة، ولكنْ ثمة متجر في محافظة غيونغ غي، استثنائي وغير معتاد في عملياته. وهناك، تسعى وسيطة تأمين سابقة طيبة القلب إلى إيجاد مكان دافئ لعملائها. وتتمثل مهمتها في جعل متجرها القلب النابض للمجتمع - تلك البقعة المألوفة والأليفة التي يعلم الجميع فيها أنهم سيحصلون على ترحيب حار إضافي.

"لي جونغ-شيم"، صاحبة متجر صغير في مدينة آنسونغ بمحافظة غيونغ غي، تعتبر تلقي البضائع الجديدة وفحصها وفرزها مرتين من أعمالها اليومية المهمة. وحتى لو تم بناء متجر منافس جديد في مكان قريب أو انخفض عدد العملاء بسبب تأثير كوفيد-١٩، فهي تحاول دائماً بصدق أن تجعل متجرها ملجأ للسكان المحليين.

قبل أن تَحلّ روح الربيع في الحقول، مررت بمبنى بلدية مدينة آن سونغ التابعة لمحافظة غيونغ غي، ودخلت طريقا من مسارين. كانت سنابل الأرز تقف على السيقان التي تبقى فقط مغروسة في باطن الحقل. ومرورا عبر الخزان، دخلت قرية تو هيون ري. وفي الميدان، يمكن رؤية ورشة لإصلاح الآلات الزراعية وحظيرة ماشية ومصنع صغير وغيرها من المظاهر المعتادة في القرى.وكانت المسافة المتبقية للوصول إلى وجهتي حوالي ٢ كم. ومع ذلك، كان ما يزال لدي ٥٠ دقيقة حتى يحين الموعد الذي جئت من أجله. الطقس البارد أغراني باحتساء فنجان من القهوة الساخنة، ولكن للأسف لم أتمكن من العثور على متجر صغير، ناهيك عن مقهى. كان هناك عدد قليل من الشقق تلوح من بعيد، وحقول الأرز ولا شيء غير ذلك. ثم، وعن طريق الصدفة، وجدت متجرا صغيرا. مثل هذا المتجر يكون شيئا مألوفا في المدينة، لكنه غير مألوف إلى حد كبير في هذا المنطقة.


 

تعامل "لي جونغ-شيم" الموظفين في متجرها كموظفين بدوام كامل، وليس مجرد عمال متعاقدين بدوام جزئي. وبفضل هذا، يدير الموظفون المتجر بدقة مع إحساس وكأنهم أصحاب المتجر ويعاملون العملاء بلطف.

قلب لا يتغير
"جلجل" - ضغطت على الباب، رن الجرس. وجاءتني:"أهلا سهلا.". استقبلني صوت أوضح من صوت الجرس. وكنت أبدو كَمَنْ يقف أمام حقل في يوم شتوي وفجأة يدخل فندقا فخما، فتملأ الإضاءة ذات اللون البرتقالي المساحة بمهارة، دخلت فوجدت أمامي حامل عرض نبيذ مرتبا بعناية.

توجد نافذة كبيرة أمام قسم تناول المشروبات في الداخل، مما يوفر إطلالة مريحة على حقول الأرز الهادئة بين رشفات القهوة الساخنة. ويبدو أنهم يتمتعون براحة مستحقة عن جدارة والتعافي بعد حصاد عام جديد. وفجأة، يبدو المظهر القاحل أقل برودة من ذي قبل.

ويتبع هذا المتجر "إي مارت ٢٤- فرع آن سونغ يو آن" لسلسلة "إي مارت ٢٤" التي تنتشر في مختلف أرجاء البلاد، وهو واحد من نحو ٤٠،٠٠٠ متجر صغير ينضوي تحت مظلة تجار التجزئة الكوريين. هذا المتجر بعيد كل البعد عن الصورة النمطية للمتاجر الصغيرة في القرى الريفية، والتي غالبا ما تتشكّل من تصاميم غير منظمة ومنتجات مُغبرة على أرفف نصف فارغة وفي أكوام عشوائية. وبطبيعة الحال فمن المتوقع أن تلتزم "لي جونغ-شيم" صاحبة المتجر بالإرشادات الصادرة عن المكتب الرئيسي للشركة، لذلك لا شك في أن المتجر يشبه المتاجر الأخرى الموجودة في المناطق الحضرية.

وتمتلئ الأرفف بعدد لا يحصى من الحاجيات اليومية، حتى البسكويت والأطعمة سريعة التحضير والمشروبات والنبيذ. وهناك أيضا جميع مكوّنات الوجبة الشهية؛ من مجموعة الأطباق الجانبية إلى علب وجبات الطعام السخية والمنتجات الطازجة. وهناك براعم قطنية ومقصات أظافر وعدد من السلع الصغيرة الأخرى، والأنواع المتعددة من العناصر التي لا توجد عادة إلا في محلات البقالة العادية، مثل علاجات الحيوانات الأليفة.

"بغض النظر عما أفعله، أريد أن أبذل قصارى جهدي". تقول السيدة "لي" وذلك لأن هدفها هو جعل المتجر وجهة محلية للتسوق الشامل.

وتضيف "آمل أن يتمكن جيراننا من العثور على الأشياء البسيطة التي يحتاجونها يوميا بالقرب من منازلهم، دون الحاجة إلى ركوب سياراتهم وقيادتها بعيدا"، وتوضح "لكون متجري صغيرا، لا يمكن عرض أنواع كثيرة من المنتجات التي تتعامل بها شركتنا، ولكننا نبذل قصارى جهدنا ليكون المتجر ذا فائدة حقيقية لمجتمع الحي الذي نعيش فيه."

ولدت "لي" عام ١٩٦٩ في مدينة "نام هيه"، إحدى مناطق محافظة غيونغ سانغ الجنوبية، وهي الأصغر بين خمسة أشقاء، وبدأت العمل بمجرد تخرجها في المدرسة الثانوية في مسقط رأسها، وانتقلت إلى مدينة "سو وان" للعيش مع إحدى أخواتها. وكانت وظيفتها الأولى أمينة صندوق في سلسلة بقالة متوسطة الحجم.وتزوجت وهي في الثانية والعشرين من عمرها، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت أما لثلاثة أطفال. ورغبة منها في المساهمة بشكل أكبر في دخل الأسرة، حصلت على وظيفة على مستوى مبتدئ في صناعة التأمين عام ٢٠٠٢. وخلال عملها في تلك الوظيفة لمدة ١٧ عاما، كانت تترقى بشكل مستمر وتدريجي، حيث حصلت على جائزة تكريما لإنجازاتها كرئيسة لمكتب فرعي، مع اختيار مكتبها ضمن أفضل ١٠٠ مكتب من بين ١،٣٠٠ مكتب على مستوى البلاد.

"لم أكن أعرف مواهبي التواصلية عندما كنت أربي الأطفال وأعيش كَرّبة منزل، ولكن أثناء عملي، أدركت أن لديّ موهبة حقيقية في التعامل مع العملاء. وعندما بدأت العمل في مجال التأمين، كان الأمر مخيفا نوعا ما، ولكن بمرور الوقت خطر لي أنه لا يوجد أي مانع أمامي لأقوم بهذا العمل مثل أي شخص آخر. وكنت دائما أضع تقديري لعملائنا في الاعتبار. ولقد تبيّن لي أن هذه العقلية مفيدة جدا في إدارة المتجر أيضا".

وتستقبل "لي جونغ-شيم" التي كانت مسؤولة عن البحث عن عملاء جدد خارج المكتب كوكيل تأمين، العملاء داخل المتجر، ولا تزال ترحب بالعملاء الذين يأتون لشراء علبة علكة بالأسلوب نفسه الذي كان عليه استقبالها لكل العملاء.

تغيير وظيفي
لقد بدأت السيدة "لي" بالاستحواذ على "بلوس ٣٦٥"، وهو متجر خصومات وواحد من سلسلة متاجر صغيرة تديرها شركة "هوم بلوس" في عام ٢٠١٦. وكان هذا أيضا في الوقت الذي بدأت فيه "لي" تشعر بالإرهاق جسديا وعقليا. وكان المالك الأصلي للمتجر في حي تو هيون ري، الذي كان أقل من نصف حجمه اليوم، أحد عملاء التأمين لديها، ومن الغريب أن المتجر أعجبها منذ البداية. وبدا لها أن هذا المتجر سيكون أفضل ويعمل بشكل جيد لو كانت هي التي تديره بنفسها.

ولم تكن توقعاتها خاطئة. وعندما استحوذت على المتجر، بدأت المبيعات في الارتفاع. ولقد كان عملا شاقا، ولكن مقابلة عملائها الجدد أصبح مصدرا غنيا للطاقة بالنسبة لها. وكانت تلك الطاقة هي التي أعطتها الحيوية والنشاط.

وبالطبع، كانت هناك تحديات أيضا، عندما تم افتتاح متجر رفيع المستوى يتبع لسلسلة أخرى في مكان قريب، وبدأ الجرس الذي كان يعلن وصول زبائنها يرن بشكل أقل وأقل. عندها شعرت السيدة "لي" باليأس والحزن، ولكن الإحباط لم يتمكن منها، بل قررت العمل بجد أكثر من أي وقت مضى. وفي النهاية، بدأ عدد العملاء في متجرها، الذي انخفض لفترة من الوقت، في الازدياد تدريجيا مرة أخرى. لعلهم شعروا بهذا الإخلاص والالتزام.

وتقول "لي" "حظي المتجر الذي تم افتتاحه حديثا بتقدير عالٍ للعلامة التجارية وعرض منتجات مختلفة أيضا، ولذلك كان هناك حد لما يمكنني تقديمه لعملائنا. ولقد بذلت قصارى جهدي وانتظرت. وبعد حوالي ستة أشهر، عاد معظم عملائنا إلينا".

وعندما أغلقت متجرها التابع لسلسلة "هوم بلوس" عام ٢٠٢١، حوّلت المتجر السابق إلى متجر تابع لسلسلة "إي مارت ٢٤". كما استحوذت على المطعم المجاور ووسعت المساحة ليصبح أكثر من ضعف حجمه الأصلي، مما يعني ارتفاع الإيجارات. ونظرا لكونها منطقة ريفية، وعدد العملاء محدود، فلم تكن هناك حاجة لزيادة المساحة لو كانت تفكر في المبيعات فقط. ولكن لديها أفكار أخرى.

أعدت "لي" طاولة للعملاء في متجرها، حيث يجلس العملاء ويأكلون الطعام أو يشربون القهوة أثناء الاستمتاع بمنظر مريح من النافذة. ومع ذلك، تشعر بالأسف لأن الأكل في المتجر أصبح ممنوعاً بسبب القيود الخاصة بكوفيد-١٩.

المقهى
وعن حلمها تقول "كان من المؤسف أن يكون المتجر صغيرا، رأيت زبائن يشترون وجبات طعام جاهز مرزومة ويأكلون بالخارج، لأنه لم تكن هناك مقاعد بالداخل، وهذا الأمر كان يؤلم قلبي كثيرا في كل مرة. وكنت أرغب في مساعدتهم على الجلوس وتناول الطعام في مكان بارد ومريح في الصيف ودافئ في الشتاء. ومضاعفة حجم المتجر لا تعني مضاعفة المبيعات، ولكن هذا كان حلمي."

ولا تختلف مائدة التذوق في المتجر، التي تتمتع بإطلالة واسعة من خلال النوافذ الزجاجية الكبيرة، عن المقهى الذي يتمتع بإطلالة جيدة في منطقة المنتجع. وتلفت الانتباه آلة صنع القهوة التي لا يمكن رؤيتها إلا في المقاهي المتخصصة. إنها مختلفة تماما عن ماكينات المتاجر العادية التي توزع القهوة تلقائيا بوضع فنجان عليها وضغط زر واحد فقط.

وخاطبتني السيدة "لي" "هل ترغب في فنجان من اللاتيه الذي أصنعه؟"

وقفتْ أمام آلة القهوة، حيث طحنت الحبوب وصنعت القهوة فانتشر البخار من الحليب بصوت نقيق لحظي. وظهرت رغوة اللاتيه المرسومة على شكل قلب.والسيدة "لي" حاصلة على رخصة باريستا من الدرجة الأولى.

رفع الروح المعنوية
إذا قمت بإدخال تطبيق البحث عن الوظائف بدوام جزئي في المتجر الصغير، فإن معظم الوظائف قصيرة المدى تكون أقل من ١٥ ساعة في الأسبوع، وهذا بسبب رغبة أصحاب الأعمال تقليل تكاليف العمالة مثل أجر الإجازة. ومع ذلك، اتخذت "لي" مسارا مختلفا، فعلى الرغم من أن هذا متجر صغير، فإنه يتم التعامل مع العاملين فيه كموظفين بدوام كامل بحيث يعتبر مكانا قيما للعاملين. ويتم تقديم أجر الإجازة الأسبوعية والتأمينات الأربعة الرئيسة بالإضافة إلى مكافأة صغيرة لكل عطلة بالإضافة إلى البدلات وفقا للخدمة الطويلة. ويدير الموظفون الذين يفخرون بمكان عملهم المتجر ليس على أنهم عمال أو موظفون، بل على أنهم أصحاب العمل، هنا الكل سعيد؛ الموظفون سعيدون بالعمل الذي يؤدونه، والعملاء أيضا سعداء بما يشترونه من بضائع. وهذا هو سر زيادة المبيعات.

ومن وقت لآخر، كان هناك عملاء يقدمون المساعدة. ذات مرة، لاحظت "لي" أن أحد عملائها المنتظمين يبدو أكثر اضطرابا يوما بعد يوم، فخاطبته بعبارة بسيطة "أليس من الصعب العيش؟" وعندما سمع العميل هذه العبارة، بدأ في التحدث عن الصعوبات التي يعاني منها. وقال إنه كان في وضع صعب بسبب مسائل تتعلق بالضمانات، مما أجبره على العيش بمعزل عن أسرته. فأبدت تعاطفها الشديد معه. وبعد ذلك، صار هذا العميل يأتي إلى المتجر في الوقت المناسب تماما لتصل البضائع المطلوبة، ويساعد المتجر دون مقابل.

والجيران الذين يزرعون الحقول يجلبون الخضار، والعملاء الذين يديرون البساتين يأتون بِسِلال من الكمثرى والفواكه الأخرى. ويتم توزيع هذه الهدايا على موظفي المتجر، حيث يمكن أن نشعر بلطف سكان الريف.

ولذا فإن متجر "لي" يعد مكانا للقاء والراحة، ترتاده جدة تعتني بزوجها المعاق، وأم شابة تعتني بطفل مريض، ومزارع أتى لجمع السماد، وعمال مهاجرون يرتدون ملابس عمل مبللة بالزيت. وعندما يعلن جرس الباب عن دخول أحدهم، تصبح "لي" أختا كبرى وابنة وصديقة لهم. وفي بعض الأحيان تصبح عمة للأطفال وكأنهم من أسرة واحدة.kf 로고



أوه دوي أوب شاعر
ها جي-كون مصور

전체메뉴

전체메뉴 닫기